الصهيونية والحضارة الغربية
عبد الوهاب المسيري
شاع في الخطاب التحليلي العربي أن الصهيونية تضرب بجذورها في التوراة والتلمود والتقاليد الدينية والإثنية اليهودية. واعتقد أن ثمة خللا تصنيفيا أساسيا هنا، فالصهيونية، كما نحاول أن نبين فى هذه الدراسة وغيرها من الدراسات، ذات جذور غربية ثم أضيفت لها ديباجات يهودية، فالبعد اليهودي فى معظم الأحيان بعد زخرفي تبريري ، أضيف من أجل مقدرته التعبوية. وقد أدى هذا الخلل التصنيفي إلى خطأ الافتراضات التي تبدأ بها كثير من البحوث فى العالم العربي ، وهذا يحدد بطبيعة الحال المجال الذي ترصده هذه البحوث وطريقة تصنيف المعلومات والنتائج التي يصل إليها الباحث ، فهي في معظم الأحيان ليس لها قيمة تفسيرية أو تنبؤية عالية. ولعلاج هذا الخلل كتبنا هذه الدراسة ، التي تتناول هذه الإشكالية، والتى تحاول أن توضح العناصر الغربية الأساسية (المادية والمعنوية) التى دخلت فى تكوين الرؤية الصهيونية للواقع، وأن الصهيونية ليست مجرد انحراف عن الحضارة الغربية الحديثة كما يحلو للبعض القول، وإنما هي إفراز عضوي لهذه الحضارة ولما نسميه بالحداثة الداروينية..
भाषा:
arabic
पृष्ठ:
427
फ़ाइल:
PDF, 4.87 MB
IPFS:
,
arabic0